بلدي نيوز – إدلب (أحمد رحال)
وصلت اليوم الاثنين إلى مدينة إدلب عشرات العائلات المهجّرة قسريّاً من وادي بردى بريف دمشق، بعد إبرام اتفاق يوم أمس يقضي بخروج الثوار وعائلاتهم ممن رفضوا "المصالحة" إلى إدلب كما أسلافهم من الريف الدمشقي وحلب، لتبدأ رحلة معاناة جديدة في مخيّمات النزوح ومراكز الإيواء الجماعية، التي أعلنت المنظمات عجزها عن تخديمها بشكل جيد، نظراً لكثافة أعداد المهجّرين بالآونة الأخيرة، وضعف الإمكانيات.
بلدي نيوز رصدت وصول الدفعة الأولى من مهجري وادي بردى إلى إدلب، والتقت بعض المهجرين الذين عبروا عن معاناتهم.
"أم ميسون" إحدى الوافدات من بلدة "بسيمة" بوادي بردى مع زوجها وأبنائها الأربعة، روت لبلدي نيوز المرارات التي عانوا منها قُبيل قدومهم لإدلب، وتصعيد النظام بقصفه عليهم، ليجبرهم على رحلة معاناة جديدة، وأعربت "أم ميسون" عن شكرها وامتنانها لأهالي إدلب والقائمين على استقبالهم، بعد أن نفاهم النظام ومجرمو "حزب الله" من بلدهم.
وأضافت: "خرجنا من مناطقنا ببعض ملابسنا والأغطية، تاركين خلفنا كل أملاكنا، لأننا نخشى العيش بكنف قوات النظام، ولا نأمن مكرهم، ونرجو من المنظمات العاملة هنا مد يد العون لنا ومساندتنا ريثما تعود لنا الحياة من جديد، فلا يخفى عليهم حالنا، وليسوا بحاجة أن نروي لهم أوضاعنا".
أمّا الطفلة "جود" فاكتفت بالقول "إنّها أتت إلى الحياة في إدلب، بعد أن خسرتها في بلدتها برحيلها".
بينما قال شقيقها "جواد": "أجبرنا النظام على الخروج من بلدنا، بعد قصفهم لنا وحرماننا من مدارسنا التي أغلقت منذ بدء القصف"، متمنياً من المنظمات بإدلب تقديم العون والمساعدة لكل محتاج.
من جهته قال "علاء المحمد" المسؤول عن استقبال المهجربن من وادي بردى إلى مدينة إدلب لبلدي نيوز: "قمنا باستقبال الوافدين في مراكز إيواء مؤقتة ريثما تتأمن لهم منازل نتمكن من نقلهم إليها"، منوّها إلى أنّ العديد من أهالي إدلب قدّموا منازلهم للوافدين، لكن هذه المنازل لا تكفي بسبب ازدياد عدد المهجرين من مناطق مختلفة.
وأكّد "المحمد" أنّ هذه المراكز غير صالحة للسكن لفترات طويلة، خصيصاً في ظل هذا البرد القارس، لعدم توفّر الأغطية والفرش والتدفئة.
وختم حديثه موجّهاً نداء استغاثة لجميع منظمات المجتمع المدني للنظر في حال المهجّرين وتقديم يد العون لهم بشكل منظم.
يُذكر أنّ آلاف العائلات تم تهجيرهم تحت قصف الطيران الروسي والسوري من حلب وريف دمشق، ونفيهم إلى محافظة إدلب، وسط تخاذل عالمي كبير على المستوى الرسمي، وداخلي من منظمات المجتمع المدني التي عجزت أو تقاعست عن مساعدتهم.